صدر عن كرسي اليونسكو لِلحوار بجامعة الكوفة وبالاشتراك مع منشورات الرافدين في بيروت كتابٌ بعنوان «دور الشيعة في التعايش السلمي، دراسة تاريخية من البداية إلى التاريخ المعاصر»، من تأليف عضو كرسي اليونسكو الأستاذ الدكتور تحسين فاضل عبّاس.
وقد بيّن المؤلّف في كتابه أنَّ الفكر الشيعي في تعامله مع الآخر يسير على هدي سيرة النبيّ (ص) وأهل بيته (ع)، ويدعو إلى الحرية في الاعتقاد وذلك على وفق المبادئ العامة الأربعة عشر لِلإسلام. مؤكّداً أن الدول الشيعية التي حكمت على مرّ القرون الماضية لم تفرض مذهبها على النّاس، حيث ذكر دولاً من قبيل البويهيين والفاطميين مثالاً على ذلك، إذ كانت سياسة الفاطميين في التعامل مع المذاهب السنية مبنية على التسامح وعدم الإكراه على ترك ما يعتقد به الناس. وتعزيزاً لآرائه ووجهات نظره استشهد المؤلّف بالعديد من الأحداث التاريخية (قديماً وحديثاً) والشواهد القرآنية والنصوص المقتبسة من الحديث النبوي. من جملة ذلك قبول النبيّ محمد (ص) أن يصلّي النصارى في مسجده، وكذلك صحيفة المدينة التي أقرّت مبدأين، الأول حرية الأديان، والثاني مبدأ تعريف فكرة الوطن والدولة في أوسع معانيها تسامحاً وإنسانيةً، وهو مبدأ يكفل المساواة في الحقوق والواجبات الوطنية بين جميع أفراد الدولة على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم وعقائدهم.
وفي سياق استشهاده بمواقف وأحداث من التاريخ المعاصر لتأكيد وجهة نظره أشار الكاتب الدكتور تحسين فاضل إلى مواقف المرجعية الدينية في النجف الأشرف في تعاملها مع القوميات والمذاهب والديانات الأخرى، مثل فتوى السيد محسن الحكيم (رحمه الله) بحرمة مقاتلة الأكراد في شمال العراق في عام 1965، وكذلك فتاوى السيد علي السيستاني (دام ظلّه) ومواقفه العديدةحول التسامح واحترام الآخر.
يُذكر أن الكتاب صدر في أيار 2025 في بيروت ويقع في 200 صفحة من القطع المتوسط.