ندوة عن “التعددية الثقافية في العراق” يوم الخميس المصادف 18/ 4/ 2019

اقام كرسي اليونسكو للحوار في جامعة الكوفة ندوة بعنوان “التعددية الثقافية في العراق” يوم الخميس المصادف 18/ 4/ 2019  لطلبة قسم اللغة الانكليزية  في كلية الآداب في جامعة الكوفة . أدار الجلسة المدرس المساعد أحمد باسم سعدون، عضو كرسي اليونسكو و التدريسي في كليّة اللغات، وحاضر في الندوة كُلٌ من المدرس حسن الأسدي، التدريسي في كلية العلوم السياسية والدكتور علاء شطنان، معاون مدير كرسي اليونسكو والتدريسي في كلية اللغات.

في أدناه ملخص لما تطرقت إليه المحاضرتين في الندوة:

تطرقت المحاضرة الأولى للمدرس حسن الأسدي إلى تعريف التعددية الثقافية بأنها وجود مجموعات ثقافية واثنيه متعددة في مجتمع معين، وان البعد السياسي للتعددية الثقافية، أي كيف تؤثر التعددية السياسية على النظام السياسي أو كيف يتعامل النظام السياسي المعين مع وجود ثقافات متعددة أو اثنيات متعددة هي مسالة متباينة بين نظام وأخر.

بالنسبة لتعامل النظم السياسية المتعاقبة التي حكمت العراق منذ استقلاله وللوقت الحاضر اتسم في فترة معينة بعدم ايجابية التعامل، أي عدم النظر إلى تلك التعددية على أنها مكسب أو نقطة قوة يمكن أن تساهم في بناء البلد، فحاولت تلك الأنظمة طمس تلك التعددية ومن الأمثلة على ذلك عدم تدريس الثقافات العراقية واقتصار التثقيف على الثقافة القومية وعدم الاحتفال بالأعياد الخاصة بكل مكون والاحتفال فقط في المناسبات التي ترتبط بالنظام الموجود.

تغير التعامل السياسي بعد 2003 مع مسالة التعددية الثقافية، فنجد إقرار اللغات في الدستور وحق التعليم باللغة الأم فضلا عن الاحتفاء بالمناسبات التي تعود لثقافات متنوعة وغيرها من وجوه احترام الثقافات المتنوعة في العراق.

إن مسالة النظر واحترام الثقافات يجب إن لا تكون مبنية على طبيعة النظام السياسي الموجود، بل لا بد من أن تكون مبنية على أساس اجتماعي حتى لا تكون عرضة للتغير مع تغير النظام، فالفرد العراقي ومن بعده المجتمع يجب أن يعد التعددية الثقافية في البلد كنزا يجب الحفاظ عليه مثل ينظر إلى الآثار والحضارات القديمة، فالإنسان العراقي وثقافته يجب أن تكون محل اعتزاز واحترام جميع العراقيين، وان السبيل لتحقيق ذلك هو من خلال تعزيز الحوار ومعرفة الآخر.

وتناولت المحاضرة الثانية “التعددية الدينية والثقافية من وجهة النظر الفرنسية” للدكتور علاء شطنان ، معاون مدير كرسي اليونسكو، إدارة التنوع المجتمعي بحسب مفهوم مدنية الدولة من وجهة النظر الفرنسية بوصفها مبدأ قانوني لأدارة الدولة يهدف الى حفظ التوازن الديني و الاثني و الثقافي في الجمهورية الفرنسية.

تحدث خلالها دكتور علاء شطنان عن الصراع التاريخي الديني الطويل في فرنسا الذي من نتائجه قيام الثورة الفرنسية نهاية القرن الثامن عشر التي كانت من اولوياتها اللجوء الى مدنية الدولة للتخلص من أي تضاد ديني او عرقي محتمل. ثم تم تناول قانون 1905 الذي شرع قانون  ما يسمى بالعلمانية في فرنسا و أقر مبدأ فصل الدين عن الدولة و تم شرح اعلان حقوق الانسان و كيفية توضيفه في الدستور الفرنسي لعام 1958.

ثم تطرق الدكتور علاء شطنان  الى المشاكل التي واجهتها العلمانية الفرنسية في العصر الراهن و الانتقادات التي وجهت لها بسبب التراجع عن كثير من قوانين الحرية الفكرية الجماعية و الفردية مما أدى الى جدل دائم بين اليمين و اليسار و بين مختلف منظمات حقوق الانسان و المنظمات و المدنية من جهة و مؤسسات الدولة من جهة أخرى.

عن marwa

%d مدونون معجبون بهذه: