بمناسبة ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) شارك كرسي اليونسكو في الندوة التي نظّمتها كلية اللغات تحت عنوان «السيّدة الزهراء (ع) أيقونة القداسة في ثقافات الشعوب» يوم الثلاثاء 24/12/2024.
قدّم الدكتور علاء شطنان، مدير كرسي اليونسكو خلال الندوة محاضرة بعنوان «فاطمة الزهراء (ع) وأثرها في التقارب بين الأديان والمذاهب في فكر المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون–Louis Massignon».
بعد التعريف بالمستشرق الفرنسي ماسينيون وتوجهاته الفكرية بيّن المحاضر أن ماسينيون كان يؤكد على شخصية فاطمة الزهراء ودَورها المحوري في التوحيد بين المذاهب في الإسلام وكذلك التقارب بين الإسلام والمسيحية للتشابه في القداسة بين شخصيتَي مريم العذراء وشخصية فاطمة الزهراء عليهما السلام.
وأكد ماسينيون ذلك قبل وقت قصير من وفاته، عندما عهد إلى هنري كوربانHenri Corbin وهو أحد طلابه بمهمة مواصلة البحث عن السيّدة الزهراء لما لهذا المشروع من أهميه كونه سبباً قوياً للتوحيد بين الشيعة والسنة، والمسيحية والإسلام.
وأضاف أن لويس ماسينيون توصّل إلى عدّة نقاط تشابه بين مريم العذراء وفاطمة الزهراء، من أبرزها: العفّة والطهارة والقرب من الأنبياء: فالسيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد (ص)، ومريم العذراء أمّ النبي عيسى (ع)، مما يجعلهما قريبتين من الأنبياء في الديانتين، وكذلك الشخصيتان تتميزان بالقداسة والتبجيل والرمزية الروحية ودَور الأمومة: فلِكلّ من مريم العذراء وفاطمة الزهراء دَور أمومة مهم، حيث أنجبت مريم العذراء النبيّ عيسى (ع)، وفاطمة الزهراء أنجبت الحسن والحسين (ع)، وهما من أهم الشخصيات في الإسلام الشيعي، وكذلك النبوءات: هناك نبوءات في كلا الديانتين تشير إلى أهمية مريم العذراء وفاطمة الزهراء، حيث تعتبران شخصيتين بارزتين في التاريخ الديني.
وختم الدكتور علاء شطنان محاضرته بالتأكيد على أنّ من أحد الأسباب الأخرى التي جعلت ماسينيون ينظر إلى فاطمة الزهراء(ع) كرابط تقارب بين المذاهب الإسلامية وبين المسيحية والإسلام هو أن من نسلها سيولد المهدي المنتظر(عج) الذي ينتظره المسلمون كالمسيح المخلّص الذي ينتظره المسيحيون.