كرسي اليونسكو يقيم ندوة حوارية دولية حول  الحوار و العيش المشترك عند الإمام علي بن ابي طالب (عليهِ السَّلامُ)

أقامَ كرسيُ اليونسكوِ لحِوارِ الأديانِ، بالتعاونِ مع مركزِ الإمامِ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلامُ) للدِّراساتِ والبحوثِ التَّخصصيةِ، ومركزِ دِراساتِ الكوفةِ، النَّدوةَ الحِواريةَ الدُّوليةَ الموسُومة: حِوارُ الأديانِ والتَّعايشُ المُشتركُ في فِكرِ الإمامِ عليٍّ بنِ أبي طالبٍ (عليهِ السلامُ) وسيرتِهِ وذلكَ على قاعةِ كليةِ العُلومِ، يومَ الخميسِ 2025/5/8، الساعةُ التاسعةُ والنِّصفُ صباحًا.

بحضورِ عميدِ كليةِ العلومِ الدكتورِ حيدر صالح الشافعي، وعددٍ من الأساتذةِ والأكاديميينَ والباحثينَ وذوي الاختصاصِ، إضافةً إلى بعضِ المنظماتِ واللجانِ، من بينها اللجنةُ الشعبيةُ لحمايةِ الآثارِ والتراثِ في العراق، والقصرُ الثقافيُّ في النجفِ.

استضافتِ الندوةُ كُلًّا مِنَ:
الأبِ روني إسحٰقُ حَنّا (راعي الكنيسةِ الكلدانيةِ الكاثوليكيةِ في النرويجِ وفنلندا واسكندنافيا)
د. عليٌّ موسى الموسوي (أمينُ عامِ المجلسِ الدَّوليِّ للحِوارِ الدِّينيِّ والإنسانيِّ في النرويجِ)
د. مرتضى محمد علي (جامعةِ السُّوربون، باريس 3) عبر الزوم.

بمشاركةِ نُخبةٍ مِن أساتذةِ جامعةِ الكوفةِ:
أ.د. حيدر السهلاني (كليةِ الفقهِ)
أ.د. فارس السلطاني ( كليةِ التربيةِ المختلطةِ)
أ.م.د. رائد عبيس (كرسيِ اليونسكوِ)

إدارةُ الندوةِ:
أ.د. حسنين الحلو (مديرُ مركزِ دراساتِ الكوفةِ)

أُفتُتِحَتِ النَّدوةُ بكلمةٍ ترحيبيةٍ بالوفودِ المشاركةِ، ألقاها الدكتور علاء شطنان، مديرُ كرسيِ اليونسكوِ لحوارِ الأديانِ في جامعةِ الكوفةِ، مُعرِّفًا بأنشطةِ كرسيِ اليونسكوِ ودورِهِ في ترسيخِ الحوارِ وأُسسِ التعايشِ السلميِّ في العراقِ، مُعبِّرًا عن أهميةِ هذهِ الندوةِ الحواريةِ الدوليةِ التي تتعلقُ بسيرةِ شخصيةٍ إسلاميةٍ عظيمةٍ، وهي شخصيةُ أميرِ المؤمنينَ الإمامِ عليِّ ابنِ أبي طالبٍ (عليهِ السلامُ)، وأثرِهِ العميقِ في ترسيخِ مفهومِ التعايشِ السلميِّ وقبولِ الآخرِ.

استهُلتِ الجلسةُ بكلمةٍ للأبِ روني إسحق حنّا راعي الكنيسةِ الكلدانيَّةِ الكاثوليكيَّة في النرويجِ ووفنلندا و اسكندنافيا، حيثُ أثنى على الجامعاتِ العِراقيَّةِ لعقدِها ندوةً تستلهمُ نُبلَ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السَّلامُ)، معتبرًا إيّاهُ نموذجًا رُوحيًّا إنسانيًّا يتجاوزُ حدودَ الأديانِ. وأكّد أنّهُ “ما أسَّسَهُ الإمامُ من نُصرةٍ للعدالةِ والدِّفاعِ عن الإنسانيَّةِ، قائمٌ على النَّزاهةِ والإِخلاصِ والسِّلمِ المُجتمعيِّ”، لافتًا إلى أنّ “التَّعايشَ السِّلميَّ الحقيقيَّ ناتجٌ عن قُبولِ الآخَر وتقبُّلِ الاختلافاتِ العرقيَّةِ والدينيَّةِ والمذهبيَّةِ”. و عبرالويبنار، عبّر د. مُرتضى محمد علي من باريس عن اعتزازه بالمشاركةِ في ندوةٍ تُكرِّمُ “من لبسَ عباءةَ الإنسانِ الكاملِ، وجعلَ من حِكمتِه سُلّمًا للسَّلامِ، ومن تواضعهِ جِسرًا للتَّقارُبِ بينَ الأديانِ”. ثمّ  تحدث د. فارس السُّلطاني مُبيِّنًا أنّ الحِوارَ في فِكرِ الإمامِ ليس خيارًا سياسيًّا، بل رؤيةٌ كونيَّةٌ توحيديَّةٌ تستندُ إلى المساواةِ الخَلقيَّة، مُستشهِدًا بقولهِ البليغِ: “النَّاسُ صِنفانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ في الدِّينِ، أو نَظيرٌ لَكَ في الخَلقِ.” وهي عبارةٌ تُعلي الإِنسانيَّةَ فوقَ كلِّ انتماءٍ آخر، وتُشرعنُ الحوارَ والعيشَ المُشترك. فيما شدَّد د. السهلاني على أنَّ الإمامَ عليّ لم يكن مُجرَّد واضعِ مبادئ، بل كان سلوكُه اليوميُّ تجسيدًا حيًّا لها. فقد فَتحَ المساجدَ لغيرِ المسلمين، وجعلَ من بيتِ المالِ ملاذًا لكلِّ مستحقٍّ، دونَ سؤالٍ عن دِينٍ أو مذهب.

فيما وصفَ د. علي الموسوي الإمام علي بأنّه “نبيُّ الفكرِ بعدَ نبيِّ الرِّسالةِ، وصوتُ الضَّميرِ بعدَ سكوتِ الضَّمائرِ.”، مُضيفًا قولًا بليغًا: “أنّنا قرأنا عن عليٍ، ولم نقرأ عليًّا.”، دلالةً على ضياعِ جوهرِ هذا الإرثِ الإنسانيِّ الفريدِ وسط قراءاتٍ سطحيَّةٍ قاصرة. أما د. رائد عبيس، فنوَّهَ إلى أنّ التَّعايشَ في فكرِ الإمامِ لا يعني الاستسلامَ، بل هو وعيٌ بوجودِ مصيرٍ أرضيٍّ مشتركٍ، وأفقٍ أخرويٍّ تُدبِّرهُ حكمةُ اللهِ العَدل. وأضاف أنَّ الحفاظَ على الكنائسِ و دور العبادة من صميمِ هذا الفكر.

وقبلَ ختامِ الندوةِ فُتحَ بابُ النقاشِ والحوارِ والمداخلاتِ بينَ المحاضرينَ والحضورِ، مما أغنى موضوعَ الندوةِ بالحِواراتِ والنقاشاتِ البناءةِ.

وقد خرجتِ النَّدوةُ بجُملةٍ من التَّوصياتِ، منها:
تعزيزُ ثقافةِ الحوارِ في المناهجِ التَّعليميَّةِ.
تفعيلُ البرامجِ المشتركةِ بينَ أصحابِ الدِّياناتِ المختلفةِ.
الإفادةُ من تراثِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلامُ) كأنموذجٍ للتَّسامحِ والتَّعايشِ الإنسانيِّ.

واختُتمتْ الجلسةُ بتوزيعِ شهادات  شكرٍ تقديريةٍ للسادةِ المحاضرينَ، و تقديم الشكرِ للسادةِ والسيداتِ من الحضورِ الكريمِ، مع تمنياتٍ بالمزيدِ منَ النَّدواتِ ذاتِ القطافِ الروحيِّ والأكاديميِّ.

شاهد أيضاً

كرسي اليونسكو يشارك في ندوة حول دولة الانسان ومفاهيم العدالة الاجتماعية عند الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

شارك الدكتور علاء شطنان، مدير كرسي اليونسكو، وأعضاء الكرسي:الدكتور تحسين فاضل، الدكتور رائد عبيس، والدكتور …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *