بناءً على دعوة من أكاديمية الجيوبوليتيك في باريس، شارك كرسي اليونسكو بجامعة الكوفة في الندوة الدولية بعنوان “مشهد الإبادة الجماعية في العراق: الانعكاسات السياسية والاجتماعية”، التي عُقدت في 08/09/2025. قدم الكرسي ورقة بحثية بعنوان “الحوار بين الأديان والذاكرة الجماعية: دعائم للسلام الاجتماعي في العراق”، ألقاها الدكتور محمد القريشي، مستشار كرسي اليونسكو، نيابة عن مدير كرسي اليونسكو الدكتور علاء شطنان.
تناولت الورقة تجربة العراق بعد عام 2003، حيث خرج من نظام شمولي اتسم بالعنف والقمع، ودخل في صراعات طائفية مزقت النسيج الاجتماعي. وأكدت على دور الحوار بين الأديان في بناء السلم الأهلي، خاصة في مجتمع متعدد مثل العراق. كما سلطت الضوء على أهمية تفكيك الصور النمطية بين المكونات الدينية والقومية، مثل تلك التي تستهدف الشيعة والسنة والكرد واليزيديين، والتي كرستها الأنظمة السابقة والجهل بالآخر.
وأشارت الورقة إلى أن الحوار الديني يساهم في مقاومة خطابات الكراهية، ويعزز قيم العيش المشترك والعدالة. ومع ذلك، أشارت إلى التحديات التي تواجه تطبيق هذه المبادئ في العراق، مثل ضعف ثقافة الحوار، واستمرار استغلال الانقسامات الطائفية من قبل بعض القوى السياسية.
كما أكدت الورقة على دور الذاكرة الجماعية في ترسيخ السلام، من خلال توثيق قصص التضامن بين المكونات أثناء الأزمات، مثل حماية مكونات المجتمع لبعضها خلال الحرب الأهلية. ودعت إلى مقاربة شاملة تدعمها المؤسسات والعدالة الاجتماعية والإرادة السياسية الصادقة، لتحويل الحوار من نشاط نخبوي إلى ممارسة مجتمعية تُؤسس لسلام دائم.
يُذكر أن كرسي اليونسكو بجامعة الكوفة يواصل جهوده في هذا المجال من خلال مؤتمرات وورش عمل وبحوث تعزز الحوار والتعايش السلمي.