انطلاق فعاليات « الملتقى المسيحيّ – الإسلاميّ الدوليّ برعاية  كرسي اليونسكو لحوار الأديان بجامعة الكوفة, 15 آذار/ مارس 2023.

بالتزامن مع الذكرى السنويّة الثانية لِزيارة قداسة بابا الفاتيكان لِلعراق ولقاءه التاريخي بالمرجع الأعلى سماحة السيد علي  السيستاني (دام ظلّه الوارف) في النجف الأشرف، واستمراراً لنشاطات كرسي اليونسكو لحوار الأديان، عقد الكرسيُ الملتقى المسيحي- الإسلامي الدولي تحت عنوان «صحيفة المدينة والتعايش السلمي»، يوم الأربعاء 15 آذار/ مارس 2023، في النجف الأشرف/المدينة الجامعية، قاعة كلية العلوم».

وقد حَضَرَ الملتقى جَمعٌ مِن الأكاديميين والكُتّاب والمثقفين وعلماء الدين من داخل العراق وخارجه، و ممثلين عن وزارتَي الخارجية والتعليم العالي والبحث العلمي. وكان في مقدّمة الضيوف الأجانب في هذا الملتقى وَفدٌ بابويّ ضمَّ كلاً مِن الباحث ستيفن يونغ Stephen B. Young ، واللورد دانيل بيرنات Lord Daniel Brennan من بيت اللوردات البريطاني House of Lords, London ، و البروفيسور جون دالا كوستا John Dalla Costa . وكذلك الدكتور أحمد الوكيل من جامعة قطر الذي قدّم ورقةً بحثية حول مشروعه البحثي الخاص بصحيفة المدينة، والدكتور رائد شرف الدين و السيد أنطوان فريم  مِن لبنان.

كما شارك من العراق  كلٌّ من الأستاذ المتمرس في جامعة الكوفة الدكتور عبد الأمير زاهد، و السيّد الدكتور محمد علي بحر العلوم أستاذ الحوزة العِلميّة في النجف الأشرف والأمين العام لمعهد العلمين للدراسات العليا، والشيخ عبّاس القريشي رئيس المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف في العتبة العباسية المقدّسة. بحضور و مشاركة كل من اعضاء كرسي اليونسكو ،المنسق العام للملتقى الدكتور تحسين فاضل عباس، ومترجم المؤتمر الدكتور مصعب عبد الزهره و السيد حسن الصراف.

وذكر الدكتور علاء شطنان ، مدير كرسي اليونسكو في مستهل كلمته في الملتقى :  لقد دأبت جامعتنا على مواكبة الاحداث الانسانية و العلمية الهامة و كان لكرسي اليونسكو فيها متابعة دؤوبة لكل ما يتعلق في حوار الاديان و التقارب بينها منذ تاسيس الكرسي الى يومنا هذا .لا شك كان لزيارة قداسة البابا الى العراق و الى مدينة النجف الاشرف في اذار من عام ٢٠٢١ اهمية كبرى و موضع متابعة ودراسة من كثير من المؤسسات الاكاديمية العراقية و العالمية فظلا عن وسائل الاعلام المختلفة.  و كان للقاء التأريخي بين قداسة البابا و سماحة السيد السيستاني بعدا ايجابيا واسعا لما انطوى عليه اللقاء من روح التسامح و الاخوة بين الديانتين الكبيرتين المسيحية و الاسلام. تتناول ندوة اليوم موضوعا هاما ينطلق من روح التسامح بين الاديان فقد ارسا  نبينا الاكرم (ص) منذ اكثر من ١٤٠٠ سنة ما يعرف بـ (صحيفة المدينة) حيث سن  فيه مباديء الاسلام الحقيقية و الواضحة وغير القابلة للتأويل و التفسير عن طبيعة التعامل الانساني مع الآخر المختلف في الدين و العقيدة.

و قد سار على نهج نبينا الاكرم وصيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام حين اطلق كلمته الشهيرة التي رددها قداسة البابا في زيارته للعراق  «النّاسُ صِنْفانِ إمّا أَخٌ لَكَ في الدِّيْنِ، أو نَظِيرٌ لَكَ في الخَلْقِ«. وهي دعوة للتآخي و التسامح بين الاديان و لا يعني ذلك الغاء الاديان او تذويبها في دين واحد وهذا مخالف للفطرة الانسانية بل هي دعوة لاحترام الآخر و احترام دينه و معتقده.

هذا وقد خرجت الندوة بتوصيات عدة تصب بمجملها في تعزيز روح التسامح و التآخي بين الأديان مما ينعكس إيجابا على حالة الوئام و التعايش السلمي داخل العراق وخارجه.

عن marwa1

%d مدونون معجبون بهذه: